علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية على الموقوف، يون سوك يول، وسط وجود كبير للشرطة خارج مقر إقامته الرسمى فى العاصمة سيول. وقالت إن مسئولين من مكتب التحقيق فى الفساد سعوا لأسابيع إلى اعتقاله بسبب مزاعم التمرد المرتبطة بإعلانه القصير الأجل للأحكام العرفية فى أوائل ديسمبر.

وبعد التخلي عن محاولتهم الأولى لتنفيذ مذكرة اعتقال فى أوائل يناير وسط مواجهة مع فريق أمن يون، عاد المحققون إلى مقر إقامته يوم الأربعاء بدعم من ما يقدر بنحو 3000 ضابط شرطة.

وقالت الصحيفة إن الاتهامات الموجهة إلى يون خطيرة، على الرغم من أنه لم يتم توجيه اتهام إليه بعد، فالتحريض على التمرد هو أحد الجرائم القليلة التي لا يتمتع رؤساء كوريا الجنوبية بالحصانة منها. وإذا أدين، فإنه يواجه غرامة كبيرة أو السجن أو حتى عقوبة الإعدام من الناحية الفنية (على الرغم من أن كوريا الجنوبية لديها وقف طويل الأمد على عمليات الإعدام).

وأصبح يون أول رئيس فى كوريا الجنوبية يتم اعتقاله، على الرغم من أن العديد من أسلافه واجهوا اتهامات جنائية وسُجنوا بعد تركهم مناصبهم.

كما يمثل اعتقاله نهاية مرحلة رئيسية فى الحملة لمحاسبة المحافظ المتشدد على أفعاله فى الثالث من ديسمبر، عندما أعلن الأحكام العرفية وأمر القوات المسلحة بمنع المشرعين من دخول مبنى الجمعية الوطنية.

وواجه النواب، بقيادة حزب المعارضة الرئيسى الديمقراطى، القوات وصوتوا على إلغاء المرسوم، مما أجبر يون على سحبه بعد ست ساعات فقط.

وبمعنى أوسع، يشير إلى أن سيادة القانون تكتسب اليد العليا بعد أسابيع من عدم اليقين الذى جعل العديد من الكوريين الجنوبيين يخشون على مستقبل ديمقراطيتهم وأثار القلق فى الولايات المتحدة، أكبر حليف للبلاد.

لماذا استغرق اعتقال يون كل هذا الوقت؟

رغم تعليقه عن منصبه، لا يزال يون يتمتع بالحق فى الحماية من جهاز الأمن الرئاسى.

وكان الجهاز، الذى يضم جنودًا مسلحين، فعالا فى إحباط الجهود الرامية إلى احتجازه. وفى أوائل يناير، واجه أفراده المدعين العامين والشرطة الذين حاولوا تنفيذ مذكرة اعتقال أولية لاعتقال يون، مما أجبر السلطات فى نهاية المطاف على التراجع والحصول على مذكرة ثانية - والتي تم تنفيذها بنجاح يوم الأربعاء.

ويبدو أن الشرطة تعلمت من كارثة الثالث من يناير ووصلت إلى "قلعة" يون يوم الأربعاء حاملة سلالم لمساعدتها على دخول مسكنه وبدعم من تهديدات من المدعين العامين باعتقال أفراد أمن يون إذا تم منع المسئولين للمرة الثانية.

وذكرت تقارير إعلامية أن ضباط الشرطة كانوا غير مسلحين في محاولة لخفض التوترات، لكنهم كانوا يرتدون سترات واقية من الرصاص في حالة تعرضهم لإطلاق النار من قبل حراس يون. واشتبكت الشرطة مع العديد من المتظاهرين المؤيدين ليون خارج مسكنه ولكن لم ترد تقارير عن أعمال عنف خطيرة.

ومن الجدير بالذكر أن يون خفف من موقفه أيضًا. بعد أن تحدى في البداية محاولات اعتقاله، قال يوم الأربعاء إنه قرر الخضوع للاستجواب لمنع "إراقة الدماء".