شهدت فعاليات ، جلسة نقاشية تحت عنوان "لا بأس أن لا تكون بخير" تضمنت نقاشاً عميقاً حول أهمية الصحة النفسية والبدنية للاعبين، والتحديات التي يواجهها الرياضيون المحترفون داخل وخارج الملعب، والحلول التي يمكن أن تساهم في تحسين جودة حياتهم خلال مسيرتهم الرياضية وبعد الاعتزال.

شارك في الجلسة نخبة من السابقين، وهم ميكائيل سيلفستر، لاعب منتخب فرنسا السابق، وهي منصة متخصصة في دعم اللاعبين على المستويين المهني والشخصي "مشاركاً ومديراً للجلسة"، وسيباستيان باسونج، لاعب منتخب الكاميرون السابق، الذي ناقش تجربته الشخصية في التعامل مع الضغوط خلال مسيرته الاحترافية، ونيك دان، صاحب إحدى المؤسسات التى تهتم بتقديم الدعم الصحي والنفسي للرياضيين، وآنا بيريرا، التي تعمل على تقديم برامج متخصصة لتعزيز الصحة النفسية والعقلية للرياضيين والمجتمعات.

افتتح ميكائيل سيلفستر الجلسة بالحديث عن التحديات الكبيرة التي تواجه اللاعبين خلال مسيرتهم الاحترافية، مشيراً إلى أن الضغط النفسي والإعلامي قد يؤثر سلباً على الأداء الرياضي والصحة العامة، بما في ذلك تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على اللاعبين.

وقال سيلفستر: "اللاعبون يواجهون ضغوطاً مستمرة من الجماهير، ووسائل الإعلام، والأندية، ولكن نادراً ما يتم الحديث عن صحتهم النفسية، ومن المهم أن نوفر لهم بيئة آمنة وداعمة تساعدهم على تجاوز التحديات دون أن يؤثر ذلك على مسيرتهم."

من جانبه، تحدث سيباستيان باسونج عن تجربته الشخصية كلاعب محترف، وكيف أثرت الضغوط النفسية عليه خلال فترات صعبة من مسيرته.

وقال باسونج: "عندما تكون لاعب كرة قدم محترف، يتوقع الجميع منك أن تكون في أفضل حالاتك دائماً، لكن الحقيقة هي أن هناك لحظات تشعر فيها بالضياع أو الضغط الشديد، ومن الضروري أن يتفهم اللاعبون أن طلب المساعدة ليس ضعفاً، بل هو جزء من النجاح."

وأضاف أن الرياضة يجب أن توفر بيئة داعمة تحفز اللاعبين على التعبير عن مشاكلهم النفسية دون خوف من الأحكام المسبقة.

ناقش نيك دان أهمية دور المنظمات الصحية في توفير الدعم النفسي والبدني للاعبين، من خلال برامج مخصصة تساعدهم على التوازن بين الاحتراف وحياتهم الشخصية.

وقال دان: "نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية دعم اللاعبين، ليس فقط خلال مسيرتهم الرياضية، ولكن أيضاً بعد الاعتزال، فيجب أن تكون هناك برامج مستدامة تضمن لهم الانتقال السلس من الحياة الرياضية إلى الحياة الطبيعية."

وأشار إلى أن العديد من اللاعبين يعانون بعد الاعتزال بسبب فقدان الهوية الرياضية وعدم القدرة على التكيف مع الحياة بعد الملاعب، مما يجعل الحاجة إلى برامج الدعم النفسي أمراً ضرورياً.

اختتمت آنا بيريرا النقاش بالتأكيد على أن الصحة النفسية يجب أن تكون أولوية في المجال الرياضي، وليس مجرد موضوع يُناقش عند حدوث الأزمات.

وقالت بيريرا: "في عالم الرياضة، نركز دائماً على الأداء البدني، لكننا نغفل عن أهمية الصحة النفسية. اللاعبون بشر قبل أن يكونوا رياضيين، ويجب أن يحصلوا على الرعاية النفسية التي تمكنهم من تقديم أفضل ما لديهم".

وقال ميكائيل سيلفستر في كلمته الختامية: "علينا أن نغير طريقة تفكيرنا تجاه الصحة النفسية في كرة القدم، فالاهتمام باللاعب يجب أن يكون شاملاً، سواء داخل أو خارج الملعب".

فيما شدد سيباستيان باسونج على أن الحديث عن الصحة النفسية يجب أن يصبح أكثر انفتاحاً، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى ثقافة رياضية تجعل اللاعبين يشعرون بالأمان عند الحديث عن مشاكلهم النفسية دون خوف أو قلق".

وأكدت آنا بيريرا أن الجهود مستمرة لتعزيز التوعية بالصحة النفسية في الرياضة، وتوفير برامج دعم متكاملة تعزز من جودة حياة اللاعبين على المدى الطويل.

واختُتمت الجلسة بالتأكيد على أن الصحة النفسية ليست ترفاً، بل عنصر أساسي في نجاح أي رياضي، وأنه على الأندية والاتحادات الرياضية تحمل مسؤولية دعم اللاعبين وتوفير الأدوات التي تساعدهم على التعامل مع الضغوط بشكل صحي.

ويؤكد انعقاد هذه الجلسة ضمن على أهمية الحدث باعتباره منصة عالمية تناقش قضايا حيوية تؤثر على مستقبل الرياضة، وتعزز الوعي بأهمية الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من النجاح الرياضي.