بعد زمن كانت فيها صيحات الجماهير تملأ الملاعب باسمه، يعيش «إبراهيم شيكا»، نجم الزمالك السابق، اليوم لحظات صامتة بين جدران العناية المركزة، إذ يخوض معركة أشرس من أي مباراة خاضها، يواجه فيها «السرطان»، العدو الخفي، الذي وضع اللاعب الشاب في اختبار قاسٍ، وبينما يتشبث بالأمل لأجل أبنائه وزوجته، وجه نداءً إنسانيّاً لجمهوره لم يخلُ من الألم والامتنان معاً.

في الساعات الأخيرة من أول أيام شهر رمضان 1 مارس، تدهورت الحالة الصحية لـ«إبراهيم شيكا»، لاعب ناشئي الزمالك السابق، بشكل مفاجئ، ما استدعى نقله على عجل إلى العناية المركزة بالمستشفى الجوي، والذي يعاني من سرطان المستقيم في مرحلة متقدمة، الذي جعله طريح الفراش فيما تتفاقم معاناته بسبب انسداد الأمعاء وانتشار المرض في جسده، وفقاً لما كشفته زوجته هبة التركي في فيديوهات متداولة عبر «تيك توك».

وسط هذا الواقع الصعب، فاجأ شيكا متابعيه بطلب غير متوقع عبر صفحته على «فيسبوك»، إذ كتب: «يا جماعة لو سمحتوا الناس خدت رقمي من البوست وبيرنوا عليا الفجر وأنا واخد معايا تليفوني الرعاية عشان أطمن على عيالي وأعرف أتواصل مع هبة عشان بتبقى بره الرعاية.. بالله عليكم محدش يرن، أنا مقدر حبكم ومشاعركم الكريمة بس محدش يتصل». هذا النداء، الذي حمل بين سطوره مزيجاً من التعب والشكر، أثار موجة تعاطف واسعة بين محبيه وأصدقائه.

وكانت هبة التركي زوجة إبراهيم شيكا قد أعلنت في وقت سابق أن زوجها لم يتناول طعاماً منذ أيام، موضحة أن الأزمة المالية أخرت جلسات العلاج الكيميائي، ما ساهم في تفاقم حالته.

وقالت في تصريحات تلفزيونية: «إبراهيم تعبان جداً، السرطان انتشر في جسمه، وكنا بنتمنى يرتاح ولو شوية»، ورغم الدعم المحدود الذي تلقاه من وزارة الشباب والرياضة، لم يتكفل أحد من الوسط الرياضي بعلاجه بشكل كامل، باستثناء مبادرة الفنان تامر حسني الذي أعلن تحمله نفقات العلاج في فبراير الماضي.

ويعاني «إبراهيم شيكا» صاحب الـ 27 عاماً لاعب نادي الزمالك السابق، من سرطان القولون والمستقيم، وهو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، إذ يبدأ ككتلة صغيرة من الخلايا غير السرطانية، لكن بعد فترة تتحول إلى كتل سرطانية متواجدة في القولون.

وبدأ شيكا مشواره الكروي في نادي الزمالك من خلال اللعب في مركز الظهير الأيسر، لكنه في لحظة تبدل حاله، بعدما أصابه السرطان وأصبح عاجزاً عن العيش بشكل طبيعي، عاجزاً عن الحركة والكلام، وأصبح جسده نحيفاً بشكل لافت للأنظار إثر المرض والعلاج.