في عالم كرة القدم، اعتدنا أن نتابع تألق اللاعبين على المستطيل الأخضر، مهاراتهم الفذة، وأهدافهم الحاسمة، لكن خلف الكواليس، هناك قصص إنسانية وأحداث نادرة لا يعرفها الكثيرون.

في "خارج الملعب" نسلط الضوء يوميًا خلال شهر رمضان على حكايات غير مألوفة من حياة نجوم الكرة بعيدًا عن الأضواء، حيث نكشف عن مواقف إنسانية ملهمة، تحديات غير متوقعة، أو حتى لحظات صنعت فارقًا في مسيرتهم، لكنها لم تحدث داخل الملعب. تابعونا لاكتشاف الوجه الآخر لأبطال المستديرة!

وُلد وسط أهوال الحرب في كرواتيا، حيث كانت أصوات الطائرات والقذائف تملأ حياته منذ الصغر، لم يكن الأمر مقتصراً على الخوف وعدم الاستقرار، بل فقد والده في سن مبكرة، ليجد نفسه لاجئاً فى المخيمات بلا مأوى، بلا أمل، وكانت طفولة قاسية، حياة تقتل أي طموح، لكن وسط كل هذه المعاناة، لم يكن هناك إلا كرة القدم كملاذ وحيد، كضوء صغير وسط الظلام.

لم يكن الطريق سهلاً، لكن الموهبة والإصرار يصنعان المعجزات، في سن الـ16، رآه أحد كشافي دينامو زغرب وأدرك أنه أمام جوهرة نادرة، وبدأ مشواره هناك بالإعارات لاكتساب الخبرة، قبل أن يعود ويوقع عقداً طويل الأمد بعد أن أثبت نفسه بقوة، وسريعاً، تحول إلى نجم الفريق، بل استدعي لتمثيل منتخب بلاده في عمر مبكر، ليبدأ حلمه في التحقق.

رحلته إلى العالمية بدأت مع توتنهام عام 2008، حيث أظهر إمكانياته المذهلة في أقوى دوريات العالم، ليخطف أنظار الذي تعاقد معه عام 2012، ومن هنا، بدأ فصله الأعظم، إذ أصبح أحد أعمدة الفريق الملكي، محققاً ألقاباً لا تُحصى، من الدوري الإسباني إلى دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.

لكن القمة الحقيقية جاءت في 2018، عندما قاد كرواتيا إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، ليؤكد أنه ليس مجرد لاعب موهوب، بل قائد بالفطرة.وفي نفس العام، توّج بجائزة الكرة الذهبية، متفوقاً على أساطير مثل ميسي ورونالدو.

من لاجئ مشرد بلا مأوى، إلى أسطورة تعشقها الجماهير… قصة لوكا مودريتش هي دليل على أن الإصرار والشغف قادران على تغيير القدر، وأن النجاح يولد من رحم المعاناة.