أعلنت نائبة الرئيس الأمريكى السابقة ، نيتها البقاء فى المشهد السياسى الأمريكى رغم خسارتها فى الانتخابات أمام دونالد ترامب فى نوفمبر الماضى، وأشارت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إلى اتجاه هاريس للترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا، وتحديدها موعدًا نهائيًا لاتخاذ قرارها بهذا الشأن.

وأفادت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية بأن هاريس أبلغت مقربين منها فى مكالمات هاتفية وتجمعات خاصة بعبارة واحدة تلخص موقفها قائلة "سأبقى فى هذه المعركة"، ما يعكس إصرارها على الاستمرار فى الحياة السياسية رغم النكسة التى تعرضت لها فى انتخابات نوفمبر 2024 الرئاسية.

ووفقاً للمصادر التى تحدثت لصحيفة بوليتيكو، أوضحت "هاريس" خلال حفل ما قبل توزيع جوائز الأوسكار، الأسبوع الماضي، أنها ستتخذ قرارها النهائى بشأن خوض سباق حاكم ولاية كاليفورنيا بنهاية الصيف.

وهذا الجدول الزمنى يُعد أوضح مؤشر حتى الآن على احتمالية دخولها السباق لخلافة الحاكم الحالى جافين نيوسوم الذى ستنتهى فترة ولايته قريبًا.

بحسب ما نقلته الصحيفة، يشير مساعدو هاريس إلى أنها لطالما كانت مهتمة بفكرة أن تصبح الرئيس التنفيذى لخامس أكبر اقتصاد فى العالم، وأن تكون أول امرأة سوداء تتولى منصب حاكم ولاية فى الولايات المتحدة الأمريكية.

وتجدر الإشارة إلى أن هاريس تتمتع بتقدم كبير فى استطلاعات الرأى المبكرة على المستوى الوطنى من بين المرشحين المحتملين.

ويبدو أن تحركات هاريس العلنية منذ مغادرتها منصب نائب الرئيس تشير إلى "سياسية ترى لنفسها مستقبلًا كقائدة فى الحزب الديمقراطي"، سواءً من الساحل الشرقى أو الغربى للولايات المتحدة، إذ ظهرت فى الأسابيع الأخيرة فى حفل توزيع جوائز صورة NAACP لتقبل جائزة رئيس المجلس، كما أنها ستتوجه إلى لاس فيجاس هذا الأسبوع للمشاركة فى حوار حول الذكاء الاصطناعى.

وأوضحت "بوليتيكو" أن هاريس احتفظت بعدد من كبار مساعديها وأكثرهم ثقة ضمن منظمتها الجديدة "Pioneer49"، بما فى ذلك رئيسة مكتبها شيلا نيكس والمستشارين البارزين كيرستن ألين وإيك إربي، كما يظل المستشارون منذ فترة طويلة براين نيلسون ومينيون مور، بالإضافة إلى رئيسة مكتبها فى البيت الأبيض لورين فولز، أعضاءً رئيسيين فى مجلسها الاستشارى غير الرسمي.

وتفيد المصادر بأن العديد من كبار المساعدين فى كاليفورنيا ينتظرون الإشارة من هاريس للمشاركة.

ومنذ خسارة الانتخابات، طلبت هاريس من جميع مساعديها وحلفائها إبقاء كل المسارات المحتملة مفتوحة أمامها، لكنها لم تعقد بعد محادثات رسمية حول الترشح لمنصب الحاكم.

أفادت "بوليتيكو" بأن مجرد احتمال ترشح هاريس للمنصب الأعلى فى الولاية دفع بالفعل العديد من المرشحين الديمقراطيين فى كاليفورنيا فى انتخابات 2026 للبحث عن خيارات أخرى، إذ أعلن المدعى العام للولاية روب بونتا أنه سيسعى لإعادة انتخابه، مشيرًا -فى حديثه مع بوليتيكو- إلى أنه لن يترشح لمنصب الحاكم جزئيًا لأن هاريس من المرجح أن تخلى الساحة إذا ترشحت.

وقال بونتا: "آمل أن تفعل ذلك.. لقد رفعت يدى بالفعل لتأييدها إذا فعلت"، مضيفًا "لكننى أعتقد أن كامالا هاريس وحدها تعرف الإجابة".

كما أشارت ممثلة الكونجرس الديمقراطية السابقة كاتى بورتر، التى تراقب السباق عن كثب، إلى أنها لن تتحدى هاريس فى الانتخابات التمهيدية للولاية حيث يتقدم المرشحان الرائدان، بغض النظر عن حزبهما، إلى مباراة نوفمبر.

وستقف نائبة الحاكم إيلينى كوناليكيس، الحليفة المقربة من هاريس فى كاليفورنيا -التى تشترك معها فى بعض كبار المستشارين- جانبًا أيضًا، ومن المحتمل أن تندرج فى سباق آخر على مستوى الولاية إذا ترشحت هاريس.

مستقبل هاريس السياسي
تشير التقارير، بحسب بوليتيكو، إلى أن فوز هاريس بمنصب حاكم كاليفورنيا سيؤثر على خططها المستقبلية.

وذكر حلفاؤها أن نجاحها فى هذا المسعى سيجعل من شبه المؤكد أن خوضها لسباق الرئاسة فى عام 2028 -الذى لا تزال هاريس تفكر فيه- خارج الطاولة.

وأجرت هاريس بعض المحادثات الصريحة مع مستشاريها والمقربين منها فى واشنطن حول مدى صعوبة الانتخابات التمهيدية الرئاسية المتوقعة.

ومع ذلك، فإن ظهورها العام منذ مغادرة منصبها يشير إلى سياسية ترى لنفسها مستقبلاً قيادياً فى الحزب الديمقراطي.

وختمت بوليتيكو بتصريح للمدعى العام بونتا الذى قال: "شهرتها ومعدلات تفضيلها وقدرتها على إدارة حملة ناجحة سيكون لها تأثير فى تنظيف الساحة من الجانب الديمقراطي، إذا أراد أى شخص البقاء فى السباق، هل سأخبره: عليك المغادرة لأنها تطهر الساحة؟ بالتأكيد لا، يمكنهم الترشح، أعتقد أنهم سيخسرون، وسأدعمها".