الخيال قد يصبح حقيقة أحيانا وهذا ما حدث مع لوحة فنية رسمتها فنانة بيلاروسية وأطلقتها فى زجاجة محكمة الغلق من ساحل تركيا لتقطع مسافة هائلة وصولا إلى الإسكندرية بمصر ويعثر عليها أحد سكان المدينة.

ووفقا لسفارة فى القاهرة، التى كشفت تفاصيل القصة، فإن أحدث قطعة أثرية، رقمها 64، لوحة "أعالي الجبال" للفنانة فيكتوريا فالوك (زيت على قماش)، قد عبرت بنجاح البحر الأبيض المتوسط بأكمله في زجاجة ووصلت إلى شواطئ الإسكندرية، مصر.

قطعت لوحة الفنانة مسافة تزيد عن 600 كيلومتر في خط مستقيم على الخريطة. تم إطلاق اللوحة في عرض البحر في 8 نوفمبر 2024، من رأس دجيلفاردا التركي، وقضت 105 أيام وحيدة بين المياه المالحة والأعشاب البحرية والتيارات. وفي 21 فبراير 2025، جرفتها موجة قوية إلى شاطئ شهرزاد بالإسكندرية، عند أقدام أحد السكان وهو الشاب باسم محمد متولي.

يروى أنه يعمل منقذًا على الشاطئ، لكنه في ذلك اليوم كان لديه يوم إجازة وقرر التنزه على شاطئ البحر. لم يكن الطقس رائعًا، مع رياح قوية وأمواج عاتية. وبينما كان يقترب من الماء، قذفت الأمواج بزجاجة محكمة الغلق أمامه مباشرةً، فوجد بداخلها القطعة الفنية الحديثة وملاحظة بمعلومات الاتصال بالفنانة، مما أثار دهشته.

في اليوم نفسه، سارع لإبلاغ صاحب المشروع باكتشافه. وعندما علم أنها رُميت في المياه قبالة سواحل تركيا وقطعت مسافة طويلة، أعلن بثقة أن اللوحة رائعة! قال إنه لم يعثر على شيء كهذا من قبل، مع أنه عمل طويلًا على شاطئ البحر ويمارس الصيد أيضًا.

انطلق معرض "قطعة أثرية" للفنانة فيكتوريا في فبراير 2021 في ظل التغيرات العالمية خلال جائحة كورونا، وأصبح رمزًا للطف والمغامرة، حيث يتشابك الفن والصدفة، محولين كل مرحلة من مراحل المشروع إلى قصة حية.

ومنذ إطلاق المشروع عام ٢٠٢١، انجرفت ١٣ تحفة فنية مصغرة إلى مياه البحر الكاريبي، والبحر الشمالي، والبحر الأسود، والبحر الأحمر، والبحر الأبيض المتوسط. ومن بين هذه التحف، عُثر  على ثلاث قطع بالفعل.

اللوحة

الزجاجة

شاب يحمل الصورة