في سوق صاعدة تسيطر عليها نشوة الشراء، استفادت صناديق الاستثمار المتداولة عالية المخاطر وعالية العائد، التي تم سكها بكميات كبيرة من قبل مديري المنتجات في وول ستريت بعد الانتخابات الأمريكية نهاية العام الماضي وحتى نهاية الأسبوع الثالث من فبراير.

لكن في لمحة البصر، انقلبت الأوضاع رأساً على عقب، وباتت الصناديق التي كانت تضاعف أرباح الأسهم والمؤشرات التي تتبعها عبر الرافعة المالية، إلى إعصار يدمر كل شيء بعد سلسلة من التقارير الاقتصادية المخيبة للآمال والقلق بشأن سياسة التجارة الأمريكية التي وضعت حداً لتحمل المخاطر في جميع الأسواق، وفق ما ذكرته «بلومبرغ»، واطلعت عليه «العربية Business».

من الرهانات ذات الرافعة المالية على شركات التكنولوجيا ذات القيمة العالية إلى خيارات اللعب الباطنية وجميع أنواع الأدوات الاستثمارية المرتبطة بالعملات المشفرة، فإن عمليات البيع التي أرسلت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية إلى الانخفاض لمدة أربعة أيام متتالية يتضاعف تأثيرها في صناديق الاستثمار المتداولة الهامشية التي كانت شائعة بين المتداولين الأفراد.

وفي مثال صارخ، انخفض صندوقان متداولان في البورصة مرتبطان بشركة مايكل سايلور لتخزين البيتكوين، التي بلغت قيمتهما مجتمعين أكثر من 5 مليارات دولار في وقت ما، بنحو 40% في ثلاثة أيام، كما تراجعت الصناديق ذات الرافعة المالية، التي تعد بأداء يومي ضعف أداء أسهم «إنفيديا»، و«تسلا»، و«أمازون»، وانخفضت الرهانات ذات الرافعة المالية الثلاثية على أسهم الابتكار وأشباه الموصلات بنسبة 20%.