رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن إدارة الرئيس الأمريكي ، تسعى صراحة إلى تطبيق "نظرية تنفيذية موحدة" للرئاسة الأمريكية تتجاوز إلى حد كبير مبنى الكابيتول، ولا تستند إلى أساس يذكر في القانون الدستوري، قائلة إنه بدلا من أن يعمل على تأكيد صلاحياته، يستسلم الكونجرس أمام ترامب.

وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي بعدد الأحد - إن المهمة الأكثر أهمية للهيئة التشريعية الأمريكية تتلخص في مراقبة السلطة التنفيذية. وبهذا المعيار، فقد الكونجرس الـ119 في البلاد غرضه بعد أقل من شهرين من بدء جلساته.

وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن الهيئات التي أنشأها القانون لا يمكن إبطالها إلا من خلال القانون. ومع ذلك، لم يفعل الكونجرس أي شيء لمنع إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب حماية المستهلك المالي. ويبدو أن وزارة التعليم هي التالية في قائمة أهداف الملياردر الأمريكي الذي يرأس إدارة الكفاءة الحكومية إيلون ماسك.

وأضافت أن هو من أوجد دور مفتشي العموم الذين تتمثل مهمتهم في إطلاق صفارة الإنذار بشأن الهدر والاحتيال وإساءة الاستخدام في الوكالات والإدارات الفيدرالية. ولكن لم يبد أي اعتراضات عندما أقال ترمب 17 منهم على الفور في أسبوعه الأول.

ولفتت الصحيفة إلى أن نصيب الأسد من اللوم على سلبية الكابيتول هيل يقع على عاتق الجمهوريين، الذين يتمتعون بأغلبية ضئيلة في كل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب. أما أولئك الذين ما زالوا يعتقدون أن الحزب الجمهوري هو جماعة سياسية عادية، فإنهم يغضون الطرف عن ذلك.

ومضت: إن السناتور عن ولاية آلاسكا ليزا موركوفسكي، كانت صوتا جمهوريا نادرا في توبيخ ترامب لـ "احتضانه (فلاديمير) بوتين" بعد إهانته فولوديمير زيلينسكي يوم /الجمعة/.

ومع ذلك، اختار الكثيرون تضخيم شكوى أحد المراسلين من أن رئيس أوكرانيا لم يقم بارتداء بدلة، في حين لم يعترض أحد على قبعة البيسبول والقميص اللذان ارتداهما ماسك، ناهيك عن اغتصاب الملياردير غير المؤكد بحكم منصبه للامتياز المالي للكونجرس. إذ لم يتم استدعاء ماسك حتى للإدلاء بشهادته.

وقالت الصحيفة إنه في وقت ما، كان مجلس الشيوخ الأمريكي يتفاخر بأنه أعظم هيئة تداولية في العالم. ومع ذلك، فقد أكد مرشحين غير مؤهلين بشكل واضح لقيادة البنتاجون ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية ومدير الاستخبارات الوطنية. وحشد ماسك الجمهوريين المترددين من خلال التهديد بإنفاق الملايين لطردهم.

واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إنه في الوقت نفسه، يستجيب الحزب الديمقراطي لاستيلاء ترامب على السلطة بمناورات روتينية. ورغم كونهم أقلية يبدو أن الديمقراطيين فقدوا ألسنتهم أيضا. ولكن هناك تحركات للمقاومة خارج العاصمة الأمريكية في اجتماعات مجلس المدينة والاحتجاجات في صالات عرض تسلا إذ تعد المعارضة السلمية حق أمريكي مقدس. وكان من المفترض أن يحاسب الكونجرس الرئاسة نيابة عن الشعب ومن ثم فإنه في غيابه، يتعين على الولايات والشركات والمجتمع المدني والجمهور أن يشغلوا هذا المنصب الشاغر.